أكد مدير عام وزارة التربية فادي يرق خلال حفل تقليده وسام الإستحقاق الوطني من السفير الفرنسي ايمانويل بون في قصر الصنوبر أن "فرنسا تشرفه بهذا التكريم"، معربا عن فرحته الكبيرة وفرحة المحيطين به، إلا أنه يدرك أن ذلك يضاعف حجم مسؤوليته.
وأشار يرق إلى أن "هذا التكريم هو الأسمى والأهم من بين القيم الديمقراطية، فهو يعكس الأهمية التي تمنحها الديمقراطيات للجهد الذي يوضع في خدمة الكل"، معتبراً أنه "بالجدارة يتم بناء مجتمع عادل يتيح الفرصة لكل فرد إلى التأثير وأن هذا المبدأ هو الذي اتبعه سواء خلال تعليمي الخاص أم في حياتي المهنية في خدمة الدولة. منذ الصغر أمي سهرت على غرس هذا المفهوم في ذهني وأشخاص آخرين رافقوني وعززوا لدي هذه القناعة".
ولفت الى أنه "منذ بداياتي كان اختياري العمل في المجتمع المدني لأني أعتقد أنه يشكل مستقبل لبنان ويسمح بتطبيق القواعد الأساسية لحرية التعبير في المجال العام، إضافة إلى المشاركة في التنمية الإجتماعية والإقتصادية التي تبدو لي أساسية"، مشيراً الى أن "المجتمع اللبناني متعدد الطوائف ويعرض ضمانات للوحدة والتلاحم الإجتماعي والتعايش ولكن على الفرد أن يلعب دوره كمواطن. وبالنسبة لي، مسؤوليتي في العمل في مؤسسات الدولة اللبنانية هي امتداد طبيعي لالتزامي في تعزيز رؤية أن المجال العام هو في خدمة الفرد وكرامته وحقوقه".
ومن جهة أخرى، رأى يرق أن "انتخاب الرئيس مؤخرا وخطاب القسم الذي أعلن سيزرع الأمل في النفوس من أجل تعزيز وحدة لبنان بتنوع أبنائه ومن أجل الإستثمار في الموارد البشرية"، مشيراً الى أن "خبرتي في مجال المجتمع المدني كانت قوية بعد أن خطوت أولى خطواتي في مؤسسة رينيه معوض ثم مستشارا في وزارة الشؤون الإجتماعية إلى جانب الوزيرة نيلى معوض التي استطاعت أن تجسد بامتياز المحاربة من أجل القيم الإجتماعية. وحاليا في الوقت الذي تشغل فيه الكثير من النساء مناصب مهمة في العالم، مشاركة المرأة في الحياة العامة باتت أساسية وضرورية من أجل تنشيط وتحديث مجتمعنا".
ورأى أنه كان محظوظا بأن ترافقه "طوال هذه المسيرة زوجته جومانا"، مشيرا إلى أن "والدها الوزير السابق إدمون رزق هو كذلك، عمل من أجل فرض قيم النزاهة والجدارة في الحياة العامة"، معتبرا أن زوجته جومانا "تمكنت من إدخال شغفها بالفن والثقافة" في عمله وبأنهما "على ثقة بأن التعليم يجب أن يكون متصلا بالثقافة لنحصل على تعليم جيد لبناء رجال ونساء يتمتعون بحرية ولديهم حس المسؤولية، ملتزمين ومنفتحين على العالم".
وأكد يرق أن وسام الاستحقاق الوطني "يترجم الديناميكية في المجتمع وإعطاء قدوة والإعتراف بالتنوع"، معتبراً أن "هذه هي الرسالة التي تمكنت فرنسا من المحافظة عليها على مر العصور"
وشكر يرق السفير ايمانويل بون من صميم قلبه "على تواجده دائما وإخلاصه" في العلاقات التي تربطهما. كما شكر فريق عمل السفارة. وحرص على التعبير عن إحترامه وتقديره للحكومة الفرنسية لمنحها هذا التقدير له الذي يجسد رؤية للعالم وللمجتمع الإنساني الذي به نؤمن والذي يطور الفكر ويحافظ على القيم الأساسية التي بناء عليها يواصل الكثيرون تقديم حياتهم، وهذا الرابط أساسي بين البلدين".